تقع إمارة رأس الخيمة في أقصى شمال الإمارات العربية المتحدة، وتتشارك الحدود مع ثلاث إمارات هي أم القيوين، والشارقة، والفجيرة فضلاً عن سلطنة عُمان. تُعتبر إمارة رأس الخيمة رابع أكبر إمارة من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحتها 2486 كيلومتراً مربعاً، أي حوالي 2.97 بالمئة من إجمالي مساحة الإمارات العربية المتحدة.

تجذب رأس الخيمة الزوّار بفضل مناظرها الطبيعية المتنوّعة، وتشكل مياه الخليج العربي والساحل الرملي الممتدّ على مسافة 64 كيلومتراً حدوداً طبيعية في غرب الإمارة. تقع في الجزء الشرقي للإمارة جبال خلّابة تُدعى رؤوس الجبال، وهي جزء من سلسة جبال الحجر التي تمتد من شبه جزيرة مسندم لتصل جنوباً إلى صور في سلطنة عمان.

تشكلت سلسلة جبال الحجر منذ أكثر من 70 مليون عام، وتضم جبل جيس الذي يبلغ ارتفاعه 1934 متراً ويُعتبر أعلى قمة في رأس الخيمة والإمارات العربية المتحدة بأسرها. كما تشتهر الإمارة بحدائق النخيل والأراضي الخصبة التي وفرت الغذاء والمأوى في المنطقة لقرون عدة.

ما زالت القرى التقليدية مثل جلفار والجزيرة الحمراء تحافظ على وجودها، وتنقسم الإمارة إلى جزءَين بواسطة خور طبيعي يربط الأسواق والبلدة القديمة بالمدينة الحديثة. تقع الجزيرة الحمراء وجزيرة المرجان في جنوب الإمارة، وهما عبارة عن مشاريع مختلطة تضمّ المرافق السكنية والسياحية على حدّ سواء.

المناخ

تتميّز رأس الخيمة بمناخ رائع طيلة أيام السنة، حيث يكون فصل الصيف حاراً وفصل الشتاء معتدلاً. كما يكون الشتاء في رأس الخيمة أكثر رطوبة من الإمارات الأخرى بفضل وجود مزيج من السواحل والجبال في المنطقة. يساهم معدل تساقط الأمطار الذي يصل إلى 12 ملم في شهرَي ديسمبر ويناير في اخضرار السهول الغناء وتنوّع المناظر الطبيعية التي تفاجئ الكثير من الزوّار. ولكن يهبط معدل تساقط الأمطار إلى 0 ملم في فصل الصيف، أي من شهر مايو إلى يوليو.

يساعد النسيم البارد القادم من بحر العرب على التخفيف من حدة درجات الحرارة المرتفعة، والتي تصل غالباً إلى 45 درجة مئوية خلال أشهر الصيف. تتراوح درجات الحرارة عادةً في شهر يناير بين 18 و25 درجة مئوية (64-77 درجة فهرنهايت) وتصل إلى 29-43 درجة مئوية (84-109 درجة فهرنهايت) في الصيف. نتيجةً لذلك، تتراوح درجات حرارة المياه بين 19 درجة مئوية في يناير و34 درجة مئوية في يوليو. تختلف ساعات شروق الشمس اليومية بشكل طفيف على مدار العام، وتتراوح بين 8 ساعات يومياً في الشتاء و10 ساعات يومياً من يونيو إلى سبتمبر.

حتى أنّ الثلوج تتساقط أحياناً في رأس الخيمة! تشهد قمم جبل جيس تساقطاً للثلوج مرة كل خمس سنوات تقريباً، لذلك فهو أمر نادر الحدوث نسبياً.

الساحل

تُعدّ رأس الخيمة الوجهة المفضّلة لدى محبّي الطبيعة وعشاق الرياضات المائية على حدٍ سواء، بفضل ساحلها النقي الممتد على 64 كيلومتراً ومياهها الفيروزية الرقراقة للمحيط العربي.

تتحلّى البيئة الساحلية الطبيعية بمناظر خاطفة للأنفاس، على غرار المياه الكريستالية الصافية والشواطئ الرملية البيضاء والمساحات الساحلية المفتوحة على مدّ العين والنظر… فلا عجب في أن تكون رأس الخيمة متعةً للحواس بكل ما للكلمة من معنى. تقدّم السهول الساحلية الخضراء وأشجار القرم الكثيفة بيئةً رائعة بانتظار من يستكشفها.

يعني الساحل بالنسبة لكثيرين فرصةً رائعة لممارسة الرياضات المائية. وهذا ما تقدّمه رأس الخيمة بالضبط. تُعدّ الإمارة مركز متعةٍ لجميع الأعمار، إذ توفر مجموعة من الأنشطة التي تضمّ التجذيف بالقوارب والإبحار والقيام بجولات على متن القارب والصيد في أعماق البحار وركوب الأمواج باللوح الشراعي وركوب قارب البنانا وممارسة رياضة الويك بورد والتزلج على الماء والإبحار بالمظلّة وغوص السكوبا.

تفضّل بزيارة رأس الخيمة واختبر أروع المغامرات المائية!

الجبال

تجذب المناطق الجبلية في رأس الخيمة الزوّار من جميع أنحاء العالم بفضل الإطلالات اللامتناهية على القمم الشاهقة والوديان الرائعة. تمتد جبال الحجر العظيمة من شبه جزيرة مسندم لتصل جنوباً الى صور في سلطنة عمان. تشكلت سلسلة جبال الحجر منذ أكثر من 70 مليون عام، وتضم سلسلة رؤوس الجبال الواقعة في الجزء الشرقي من الإمارة.

كما تضم سلسلة جبال حجر جبل جيس الذي يبلغ ارتفاعه 1680 متراً ويُعتبر أعلى قمة في الإمارات العربية المتحدة بأسرها. يُعتبر هذا المكان وجهتك المثالية لخوض المغامرات والاستكشاف، وذلك بفضل الوديان (التي تكون جافة باستثناء موسم الأمطار) ومسارات المشي وأنشطة ركوب الدراجات الجبلية. يسهل الوصول إلى هذه الوجهة التي تبعد ساعة بالسيارة عن مدينة رأس الخيمة، حيث تتوفر ثلاث حافلات يومياً لتقلّ الزوّار إليها بإدارة حافلات جبل جيس. لا بدّ من زيارة الطرق الجبلية في جبل جيس على متن مركبات رباعية الدفع لما تتمتع به من منعطفات حادّة ومناظر خلّابة عند كل منعطف.

وبعد أن تصل إلى قمة جبل جيس، ما رأيك بالعودة على متن أطول مسار انزلاقي في العالم؟ لا تضيّع فرصة اختبار المسار الانزلاقي الذي تفوق سرعته 150 كيلومتراً بالساعة.

الصحراء

ما من تجربة تضاهي مشاهدة غروب الشمس فوق الكثبان الرملية في منطقة بعيدة، ومنعزلة وملهمة، حيث تترامى الرمال الحمراء على مدّ العين والنظر.

ستعود إلى منزلك بعد زيارة المناظر الطبيعية الصحراوية الخلّابة في رأس الخيمة وفي جعبتك ذكريات لا تُنسى. اختبر نمط الحياة البدوي الأصيل من خلال تناول الطعام حول نار المخيم ومشاهدة النجوم والاستلقاء تحت خيمة قماشية في الهواء الطلق. ومن ثمّ انطلق في رحلة عبر الكثبان الرملية الرائعة على ظهر جمل أو حصان، أو تمتّع في الربيع والشتاء بمساحات تخطف الأنفاس من النباتات العابرة الصحراوية والزنابق وغيرها. تُعدّ صحراء رأس الخيمة أكثر خصوبة من أي صحراء أخرى في المنطقة نظراً لهطول الأمطار الغزيرة في أشهر الشتاء، وهو أمر غير شائع في المنطقة.

في المقابل، يمكنك الاستمتاع بالمناظر الصحراوية المحيطة بمنتجع مصنّف من فئة الخمس نجوم، حيث يمكنك التمتّع بخدمات عالمية المستوى وحسن الضيافة العربيّة. أما بالنسبة لمحبي المغامرة والتشويق، فيمكنهم ركوب عربات الباغي الصحراوية أو الذهاب برحلة سفاري على متن سيارة رباعية الدفع لاكتشاف الصحراء.

كما يمكنك حضور المهرجان السنوي الذي يُقام في منطقة عوافي في الصحراء للتعلّم عن التراث والثقافة التقليدية. يحتفل المهرجان في فصل الربيع من كل سنة بالتراث الثقافي والعرقي الإماراتي، حيث تُقام عدّة عروض مسرحية، وأنشطة رياضية، وفنون وحِرف لتجعل من هذه التجربة فرصة رائعة لاكتشاف الثقافة المحليّة الأصيلة.

أشجار القرم

تمتد أشجار القرم الساحلية إلى مدينة رأس الخيمة نتيجة المناخ والموقع المميّز للمنطقة. تتمتع هذه البيئة الخضراء بأجواء ملؤها السكينة والهدوء بالقرب من الصحراء الذهبية.

يمكنك استكشاف هذه المنطقة بواسطة قوارب الكاياك والتجذيف عبر المياه الراكدة والهادئة بين أوراق الأشجار الكثيفة. كما وتُعتبر هذه المنطقة الخلابة وجهةً استوائية هادئة تحتضن مختلف الحيوانات البريّة مثل الفلامنجو. لا تضيّع فرصة استكشاف أشجار القرم عند زيارتك رأس الخيمة، لأنها تُعدّ أحد أكثر المعالم روعةً في المنطقة.

الثروة النباتية والحيوانية المحليّة

تضم رأس الخيمة صحراء رملية، وشواطئ ساحلية، ومسطحّات ملحيّة، وأشجار القرم وجبال شاهقة. كل هذه المعالم لها أنظمة بيئية مختلفة مما يجعلها مكاناً رائعاً لمحبي الطبيعة. تُصنَّف النباتات التي تنمو من دون تدخّل الإنسان في ثلاث فئات، وهي أشجار القرم المُحِبة للملح والنباتات الجبلية والنباتات الصحراوية، والتي تنبت بكثرة بعد هطول الأمطار. كما تُعتبر الإمارة موطناً للكثير من الزواحف، والجِمال، والثعالب، والجرابيع والقطط البريّة ومئات أنواع الطيور.

تكيّفت مجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات مع مناخ رأس الخيمة. تتألف الثروة النباتيّة في الصحراء من الأشجار والشجيرات. وتشمل الأشجار الأكثر شيوعاً شجرة الغاف، والسنط وما يُعرَف بأشواك الصحراء. كما تُعتبر الصحراء موطناً للكثير من النباتات مثل النباتات العابرة والزنابق وغيرها التي تزدهر في فصلَي الشتاء والربيع، ما يحوّل الصحراء الى حديقة غنّاء.

تُعتبر الجِمال والماعز والحمار الوحشي من الثدييات الأكثر شيوعاً في رأس الخيمة، وثمة ثدييات بريّة تعيش في الصحراء والجبال، ولكن نادراً ما تتمّ رؤيتها لأنّها تنشط في الليل. تُعتبر القوارض من أكبر المجموعات القاطنة في رأس الخيمة، وتضم اليرابيع والجرابيع.

visitrasalkhaimah